أكيد أن ما فعلته أرباح يوتوب بعدد كبير من المغاربة لم تكن لتفعله أية أداة مدمرة أخرى، بعد أن انفجرت بالوعة "المؤثرين" و"روتيني اليومي" في وجوه المشاهدين والأسر المغربية.
فمنذ أصبحت الأرقام متداولة واعرف الجميع أن عدد المشاهدات قد يتحول إلى ملايين يلمسها المرء بيده، أصبح تسول المشاهدات يتم بأي طريقة، وبعرض أي شيء، وكل شيء.
فمن روتيني اليومي إلى فيديوهات تبادل السب والشتم والمسلسلات الواقعية والمفبركة التي تجري بين عدد ممن يعتبرون أنفسهم مؤثرين.
فلا يهم ما تقدمه بقدر ما يهم أن يكون العنوان إما على شكل فضيحة، أو أن فلان "فركع الرمانة"، أو "ما بقى ما يتخبى" فلان يقصف فلانة وفلانة ترد على علان.. وهلم تفاهة !
ولكارهي كل هذه الفضائح التي أزكمت أنوف المغاربة، هناك الآن خبر سعيد من يوتوب قد يقضي تدريجيا على طاعون السّخف.
فقد أطلقت يوتوب مؤخرا نسختها من "يوتوب بريميوم"، وهي النسخة التي ستمكنك من مشاهدة مجموعة من الفيديوهات بدون إعلانات، إضافة إلى امتيازات أخرى عديدة، بمعنى أن يوتوب ستبدأ بجني الأرباح مباشرة من المستخدمين، ما يعني التقليل بشكل كبير من الفيديوهات المجانية التي يعتمد أصحابها على الإعلانات.
منا جانب آخر، أفادت مصادر إعلامية أن يوتوب تسعى لاجبار مستخدمي نسختها المجانية، وهو الشريحة الأكبر، على دفع ثمن خدماتها بسياسة اعلانية أكثر تشددا تعتمد على مضاعفة عدد المشاهدات التسويقية الاجبارية.
ويبدو أن المنصة تدرس فرض مشاهدة ما يصل لـ 5 إعلانات متتالية، قبل التمكن من تشغيل مقطع فيديو على النسخة المجانية من النظام الأساسي المملوك لشركة غوغل، وهي وسيلة ضغط ذكية من المنصة لسحب المستخدمين نحو "يوتوب بريميوم".
ومن الوارد تفعيل المقترح الجديد على مجموعات عشوائية من المستخدمين، وأبلغ فعلاً العديد من مستخدمي يوتيوب في تغريدات على تويتر، عن تلقى 5 إعلانات غير قابلة للتخطي بدلا من الإعلانات القابلة للتخطى قبل جلسة مشاهدة الفيديو.
وأصدر يوتيوب ردا رسميا من خلال حسابه على تويتر، يعترف بالموقف، وذكر أن ظاهرة الإعلانات الـ 5 الجديدة يمكن أن تحدث للمستخدمين بنوع معين من أشكال الإعلانات للشركة يسمى إعلانات الملصقات الصغيرة.
وأوضحت يوتيوب أن "إعلانات الملصقات الصغيرة هذه عبارة عن إعلانات قصيرة على النظام الأساسي يبلغ طولها عادة 6 ثوان، وللأسف لا يمكن تخطيها".
ويتم تجربة النظام الجديد للإعلانات فقط على مجموعات غير محددة من المستخدمين ولم يتم فرضه بشكل عام، ولم يقرر ”يوتيوب" بعد هل سيتم فرضه بعد الاختبارات أو سيكون خاصا ببعض البلدان.
ويمكن للمستخدمين الذين يواجهون فرض 5 إعلانات باستمرار، استخدام زر إرسال التقرير لإظهار الاستياء لهذا النوع من الإعلانات.
ويمكن لمستخدمي منصة يوتيوب أن يخفوا الإعلانات على كل أجهزتهم. لكن ومن ناحية أخرى فإن هذه العملية عادةً ما تطلّب استخدام تطبيقات وأدوات خارجية.
وعموما، فإن التطور الذي تشهده المنصة سيجعل استعمالها "الشعبي" أكثر صعوبة، وقد يقلل عدد مشتركي النسخة المجانية، وبالتالي إنهاء زمن "أرباح الكليكات".